الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
143323 مشاهدة
فطر الله نوع الإنسان على معرفة ربه

...............................................................................


الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فطر الله نوع الإنسان على معرفة ربه، ومعرفة أنه مخلوق، وأن له خالقا وأن الذي خلقه هو الرب العظيم؛ الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. هذه فطرة الله. قال تعالى: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تُنْتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ومع هذه الفطرة فإن الإنسان قد يحتاج إلى أدلة ظاهرة يتأمل فيها ويتعقل، تبين له قدرة الخالق سبحانه على كل شيء؛ وذلك لأنه وجد وبالأخص في هذه الأزمنة من ينكرون وجود الخالق -نعوذ بالله- ويسندون هذه الأمور إلى الطبائع، وقد كثروا وتمكنوا، وفتنوا الكثير حتى من ذوي العقول، ولأجل ذلك أكثر العلماء من الرد عليهم قديما وحديثا.
فذكروا عن الإمام أحمد رحمه الله أنه سئل عن آية تدل على وجود الله تعالى، فاستدل بآية عجيبة وهي هذه البيضة بيضة الطائر ونحوه نشاهد أنها جماد ميتة. ليس فيها حركة، ثم مع ذلك بعد مدة تنكسر ويخرج منها هذا الحيوان أين كانت حياته؟ الله أعلم كيف كان حيا في وسط هذه الأغطية إذا كسرت لم نجد علامة لوجوده؟ يقول: مثالها كقصر أبيض ليس له باب وليس له منفذ ظاهره مثل الفضة البيضاء، وباطنه مثل الذهب الإبريز الأصفر. نشاهد أنه جماد لا حياة فيه ولا حركة بعد مدة ينكسر جداره فيخرج منه هذا الطائر أو هذا الحيوان. لا شك أن هذه آية عظيمة على قدرة من خلقه.
كذلك أيضا ذكروا أن الإمام أحمد جاءه بعض الفلاسفة وبعض الملاحدة، وألقوا عليه سؤالا في نظرهم أنه يحير، وقالوا: كيف يقر الخلق بوجود الخالق أو بوجود الرب....